انا النهاردة قررت انشر لكم قصة قصيرة كتبها صديقى وأخى العزيز جدا على قلبى
محمود عبداللطيف - كلية الاداب جامعة الزقازيق - القصة بجد جميلة وتعبر عن موقف اتمنى ان تنال إعجابكم والقصة بعنوان :
صندوق الذكريات
عدت ثانية لصندوق الذكريات ومازلت واقفا أمامه حتى امتلكتنى الدهشة لأني وجدته قد امتلكه الغضب الشديد ولم يعد يتحمل لأنه كاد أن ينفجر من كثرة ما تحمله طوال هذه السنين ، فحملته على عاتقي ولم أستطع حمله طويلاً فسقط منى في بحر النسيان الذي اعتدت على شطه كلما ضاقت على الأيام لأستعيد ما فاتنى من ذكريات حتى يقبل على الليل لأتذكر صوراً أصبحت مشوشة ، منها ما يستدعى التوقف عندها ، ومنها ما قد تلاشى ليصبح كحبات الرمال الصفراء التي تموج على شاطىء البحر الذي لا يهدأ مع غضب الصندوق على ذكرى لأيامي ، تحاكيها عيون الريم فتنسج من ضفيرتها سواد الليل حينما يلتقي القمر مع أمواج البحر وتتهادى النجوم في السماء فيتحول طابع السماء الذي يبدو كوجه طفل ملائكي يريد البكاء فتنقلب الحمرة التي تكسو الجفون إلى سواد حالك على شكل غيوم يطغو عليها الغضب الشديد
فتسكب الغيوم دموعها ويضرب البرق وجه الصندوق بقوة ومع كل ضربة يتآكل باب الصندوق الذي كبله ماء البحر حتى كسر الباب تماما وأخذت تخرج الذكريات الواحدة تلو الأخرى ولم أعبأ لإحداها ولكني توقفت عند واحدة وجدتها غير مألوفة عن سابقاتها لأنها حينما خرجت أخذت تعاتبني حتى وجدت نفسي مكبلا من كثرة اللوم الذي وجهته إلى على موقفي معها ، ولم يكن على لسانها سوى أسئلة عنوانها (لماذا............................؟!!!)
ولكني لم أستطع التحمل كثيرا فأخذت جميع الذكريات التي تناثرت من الصندوق وأوصدت عليها ثم أحكمت عليها خير إحكام وحملت الصندوق على عاتقي وتوجهت إلى بحر النسيان ولكني غيرت وجهة الصندوق السابقة وحينما وصلت إلى الشط أغمضت عيني ورفعت الصندوق إلى أعلى ثم أخذت أتأمل في أعماقي للحظات وعندها رميت بالصندوق وأنا مازلت مغمضا عيني حتى وصلت إلى البيت وعندها أخذت في مناجاة النوم ولكن عقلي أدام التفكير.........................!